الجمعة، 1 فبراير 2019

بكالوريا




سنة ثقيلة, وبكالوريا مزعجة

"الله يعينا على هالسنة", نسمعها كثيراً من الأهل "يا ليت أحسن قدم بكالوريا بدالك" لما يعانونه مع أبنائهم بشأن الدراسة والتحضير لامتحان البكالوريا, والولد لا يضرب بالاً لذلك إلا من رحم ربي, ليس التعب من برد الشتاء وحرارة الطقس, وإنما من برودة أذهان أولادنا الذين يشغلون أنفسهم بأمور لا معنى لها فذابت عقولهم بها كما يذوب ثلج الشتاء, فتراهم يلهثون وراء صالات الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي, ضاربين عرض الحائط بما يجب أن يشغلوا أنفسهم به متناسين أنه مستقبلهم الوردي.


تمضي الأيام ويبدأ العد التنازلي ويزداد الشعور بالخوف أكثر مما مضى وقد يكون شعور المقصر وربما يكون لتأنيب الضمير نصيب.
ومع ذلك لا شيء يصعب على الإنسان إذا كان صاحب قوة وعزيمة والأهم صاحب هدف ويضع هدفه نصب عينيه فلا أحد يستطيع ثنيه عن هدفه, فالوقت لا زال بصفك وإلى جانبك.
ابدأ من جديد وتجاهل كل شيء يحبطك, وابذل جهدك واعمل ما بوسعك لتحقيق هدفك واعلم أننا نطلب التوفيق من الله فقط والأمر بيده.
لأولادنا وطلابنا نسأل الله عزَّ وجل أن يلهمهم الصواب, ونتمنى لهم التوفيق والنجاح.
                                                                      مع تحيات محمد أحمد الأحمد


الخميس، 24 يناير 2019

بعض ألعاب الأطفال القديمة في منطقة حارم


بعض ألعاب الأطفال القديمة في منطقة حارم


كما كل الأطفال في أي مكان من العالم, كذلك أطفال منطقة حارم لهم نشاطاتهم وألعابهم الخاصة والتي تتميز غالباً بالقسوة والعنف أو السرعة والجري, وهذا عند الذكور أما ألعاب البنات فكانت بعيدة عن ذلك تماماً حيث تتميز بالنشاط والحيوية وبحيث تناسب طبيعتها الأنثوية وما سيكون عليه مستقبلها كأم حيث تصنع أو تتخذ ألعاباً على شكل دمى تعاملها كابنتها كما تعاملها أمها في البيت.
ومن ألعاب الصغار الذكور: الطميمة – أم عميش – طاق طاق طاقية – الكلال (الدحل) – العصومينة – الحاح – ضرب الكف – اليويو (البلبل, الزاغول) – الدريجة – الجطل – النحلة والدبور.
ومن ألعاب الفتيات: الحلجة – الأرجوحة – القفز فوق الحبل – صفقة اليد – اللقيطة (الحصوات).
لعبة طاق طاق طاقية


لعبة الدحل (الكلال)

الأحد، 20 يناير 2019

مقتطفات من سيرة العلامة المفتي الشيخ سليمان عليكو - حارم


العلامة الكبير المفتي الشيخ سليمان عبد الحميد عليكو

شمس ساطعة لاحت في سمائنا، لم يغِب بريقها عنّا لحظةً واحدةً، كنا نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة، ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة فاستحقت وبكلّ فخر أن يُرفع اسمها في عليانا.
إنه العلامة المفتي الشيخ سليمان عبد الحميد عليكو

ولد الشيخ سليمان في قرية الحامضة التركية عام /1907/م الموافق لعام /1325/هـ لأسرة متوسطة الحال منحدرة من أصول كردية توفيت والدته بعد ولادته بثلاثة أشهر فاحتضنته جدته لأبيه وفي الخامسة من عمره توفي والده فرحلت الجدة مع حفيدها إلى قرية إسقاط لوجود أقاربها في تلك القرية وهم من آل كوسا.
تربى الطفل سليمان تربية دينية من صغره عند أحد المشايخ (الكتَّاب) فأتقن قراءة وتجويد القرآن منذ نعومة أظفاره وفي العاشرة من عمره كان قد حفظ أكثر من خمسة أجزاء من القرآن الكريم مع مواظبته على صلاة الجماعة والدروس الدينية وعرف عنه حبه لمجالسة كبار السن والمشايخ ليأخذ عنهم.
لم يرتاد المدارس ولم يتعلم فيها ولم ينل شهادات.
عمل الطفل سليمان برعي الأغنام لجدته وكان يأخذ معه أحد أجزاء القرآن للقراءة والحفظ.
 وكان هاجسه دائماً أن يكون أحد رجال الدين الذين سخَّرهم الله لخدمة دينه فعمل جاهداً على ذلك إلى أن لاحت له فكرة التحاقه بالأزهر الشريف, وفعلاً فقد قرر الشاب سليمان وهو في سن العشرين من العمر الذهاب إلى الأزهر وكان قد ادَّخر من عمله /10/ ليرات ذهبية.
في الأزهر خضع لامتحان قبول فنجح بامتياز ووضع في أروقة الأكراد مع منحة شهرية طيلة فترة دراسته.
وهكذا فقد درس الشيخ سليمان علوم الدين واللغة العربية في مؤسسة علمية دينية كبيرة فكان مثال الطالب المجد حيث تفوق في كل المواد على أقرانه السوريين جميعهم ومن هذه المواد (الفقه – الحديث – المصطلح – النحو – الصرف – المعاني – البيان – البديع) وباعترافهم ومنهم مفتى اللاذقية ومفتي معرة النعمان ويَذْكُر أحد نسباء الشيخ سليمان أنه عندما كان في مدينة اللاذقية زار مفتي مدينة اللاذقية هناك, وعندما عرف أنه نسيب الشيخ سليمان قام من مجلسه وقبَّل رأسه وقال له إنَّ عمك الشيخ سليمان كان متفوقاً علينا جميعاً وفي كل المواد ولم نستطع مجاراته أبداً في الدراسة.
تخرج الشيخ سليمان من الأزهر الشريف عام /1350/هـ الموافق لعام /1931/م وحاز على شهادة "الأهلية للغرباء" وعاد إلى سوريا حاملاً معه علوم الدين الحنيف وهمَّه هو خدمة بلده.

بدأ الشيخ حياته العملية بعد عودته إلى سوريا من بلدة كفرتخاريم حيث كانت البداية بنشر الدين الصحيح والخطب الدينية المتضمنة  لتعاليم الإسلام الصحيح والمليئة بالمعاني السامية لحب الوطن, ويُذْكَر في ذلك أن الشيخ سليمان كان مقاوماً حقيقياً بخطبه وأفكاره للاستعمار الفرنسي الذي لم يرق له ذلك فكان قرار المستعمر بنفي الشيخ سليمان من كفرتخاريم إلى مدينة حمص حيث بقى منفياً حوالي عشر سنوات حتى العام 1947م.
وفي عام /1947/م بعد الاستقلال كان القرار بتعينه مفتياً لمنطقة حارم وخطيباً في جامعها الكبير.
عرف الشيخ سليمان بمدينة حارم رجل دين بحق فهو من أرسى قواعد الدين والإسلام الصحيح في منطقة حارم, لا يتعامل مع أحد على أساس طائفي أو هذا من بلد وذاك من بلد آخر أو مسيساً أومتحيزاً لطرف دون آخر حتى ولو كان أحد الأطراف من أقربائه أو حتى فلذة كبده, وكان مرجعاً شرعياً ووحيداً للقاصي والداني وللقضاة وأولي الأمر ولم يثبت بكل فترة وجوده أنه أطلق حكماً غير صحيح أو أفتى بفتوة مشكوك فيها أو خارجة عن نص شرعي, ولا يقبل هدية ولو ثمرة من أي فلاح بحارم إذا عرف أنَّ هذه الثمرة قد يكون هناك شك في وصولها ليد الفلاح, وكان مشرفاً مباشراً لكل الأمور الخاصة بالدين مثل بناء الجوامع وقنوات الماء المؤدية للجامع وفض النزاعات والإشكالات والمشاورات وأخذ الرأي في كل ما يهم البلد.
هذه الأمور وغيرها أكسبته احترام الناس وحبهم مما جعل أنَّ كلمة الشيخ سليمان هي الفصل في كل حالة أو أي أمر طارئ سواءً على صعيد البلد ككل أو على الصعيد الشخصي لأي مواطن من مدينة حارم أو خارجها.
كُلِّفَ الشيخ سليمان عن طريق وزارة الأوقاف في سورية رئيساً لبعثة الحج السورية في أحدى مواسم الحج, وكان قد دُعي عام 1973م ليشغل مَنْصِبَ وزيراً للأوقاف في الحكومة السورية آنذاك إلا أنه آثر البقاء في بلده مفضلاً خدمتها والعيش بين أبناء بلده رافضاً المناصب الدينية السياسية.
وهكذا بقي الشيخ سليمان رجل الدين والشرع الحنيف والمفتي الوحيد في منطقة حارم إلى أن توفاه الله في 15/شعبان/1411هـ الموافق 1/آذار/1991م رحمه الله وبوفاة ورحيل الشيخ سليمان توقفت وظيفة ومهمة الإفتاء في منطقة حارم.
هذا هو العلامة الشيخ سليمان عبد الحميد عليكو ابن البلد وصاحب الدين الحنيف, رحمك الله يا شيخنا الفاضل ولتكن سيرتك العطرة مفتاحاً لدخول باب الدين القويم الحنيف، فمن أيّ أبواب الثّناء دخلنا وبأي أبيات القصيد عبرنا، كنت يا سيدي كسحابةً معطاءة سقت الأرض فاخضرّت، كنت ولازالت ذكراك ومكرماتك كالنّخلة الشّامخة التي تعطي بلا حدود، فجزاك الله عنّا أفضل ما جزى العاملين المخلصين.
                                إعداد: محمد أحمد الأحمد - حارم